قطع الكهرباء سياسة تهجير أم تدمير !؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
 

قطع الكهرباء سياسة تهجير أم تدمير !؟؟ بقلم الحكيم عائد محمد أبو دلاخ

 

بينما كنت أتجول في الحي الذي أسكن فيه التقيت بمجموعة شباب يتحاورون . فرددت التحية ووقفت مع هؤلاء الشباب لأستمع إلي ما يتحاورون به فوجدتهم يتحاورون عن مشكلة باتت جزء من حياتنا اليومية لا يمكننا الاستغناء عنها .

تبسمت واقفا وأنا أستمع إلي احمد وهو يقول : إن قطع الكهرباء يجعلني أندم علي اليوم الذي أتيت به إلي غزة مع العلم أن أحمد كان يعيش في احدي دول الخليج .
فرد خالد علي أحمد قائلا : نعم إن عدم اهتمام الحكومة بنا سيجعلنا نترك البلد ونهاجر.
فبينما خالد ينتهي من حديثه إذ بحمرة يقول : أنا سأنهي دراستي الثانوية هنا وسأذهب لأتعلم عند أخي بالخارج …..

نظرت إلي الشباب بدهشة وتعجب وأنا أستمع لبقية الشباب وهم يتحاورون ويتشاورون بمستقبلهم. فوجدت أن فكرتهم موحدة ألا وهي الهجرة وكأن كابوس يلاحق الشباب.
جاء دوري لكي أتحدث …فعجزت عن الكلام لأن مشكلة الكهرباء باتت مشكلة أساسية وسياسية لتدمير بنية المجتمع الفلسطيني ألا وهم الشباب (إحباط بالكامل ).

تركت الشباب يتحاورون وذهبت حاملا في ذهني تفكيرا يحتاج إلي وقت كي استخلص منه الكثير.

ماذا حل بمجتمعنا؟وكيف سنبني ونعمر مجتمعنا؟كيف سنعمل علي تطوير ذاتنا في المجتمع ؟…
أسئلة كثيرة باتت تشغل فكري ولا أجد لأي منها جواب ….

نظرت إلي السماء بعد أصابني الصداع لكثرة الأسئلة والبحث عن الأجوبة…؟
فوجدت أن كلام أحمد وخالد وحمزة وبقية الشباب بات معقولا حيث لا كهرباء ….؟ لا ماء….؟ وغلاء تعليمي كبير ….؟
فقلت إن مشكلة قطع الكهرباء هي سياسة تهجير وتدمير….!!؟؟
نعم إنها سياسة تهجير الشباب الفلسطيني وهي الفئة الأساسية لبناء المجتمع وبذلك يتحقق الهدف الثاني ألا وهو سياسة تدمير المجتمع الفلسطيني .

فعذرا أيها الشباب من حقكم كبقية شباب العالم أن تناموا وتصحو علي الضوء … من حقكم أن يكون التعليم مجاني لكي تتعلموا … من حقكم أن تبنوا مجتمعكم بأيديكم … من حقكم أن تدافعوا عن قضيتكم بعلمكم وحضارتكم ورقيكم وبنائكم …

فإلي المسئولين الانتباه قليلا والتدقيق في هذه المشكلة لأن من مشكلة صغيرة نفقد أشياء كبير …لأن من مشكلة قطع الكهرباء نفقد أساس بناء مجتمعنا ألا وهم الشباب…فقليلا من الانتباه لأننا بأمس الحاجة إلي بناء مجتمعنا …..

 

  • Trackback are closed
  • التعليقات (0)

شكرا لكم وحياكم الله